Click Here For English Menu 
 

 

 

 

http://www.libyanconstitutionalunion.net  

&

http://www.lcu-libya.co.uk

 

 


 

 

تظلّم

أثناء آداء طواف الإفاضة في موسم الحج لعام 1431هـ ، يوم 24 نوفمبر 2010

 

وماذا بعد الأربعين إلا التوريث ؟

 

خطاب موجّه لمعمر القذافي  ... فقط  

ملحق لمقال "ماذا بعد الأربعين إلا التوريث"

 

تابع ... " خطاب موجه لمعمر القذافي فقط ...."

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وماذا بعد الأربعين إلا التوريث ؟

محاولة لفهم مايجري على الساحة الليبية، وقراءة لما هو آتٍ

29 رمضان 1430 الموافق 19 سبتمبر 2009

 

شدّت تحركات سيف القذافي وتصريحاته خلال السنوات القليلة الماضية جميع فئات الشعب الليبي في الداخل والخارج، كما لفتت انتباه المراقبين المعنيين بالشأن الليبي، وولّدت علامات استفهام عديدة لدى الكثيرين، وعلامات تعجّب لدى البعض الآخر.  كما جرّت عدد من أصحاب المواقف الوطنية المعارِضة لسياسات سلطة الانقلاب في ليبيا إلى الجري وراء سراب الاصلاح الذي أعلنه سيف وأكّد على التزامه به وعاهد على فرضه على الساحة الليبية وأوحى بموافقة أبيه على توجهاته.

وتنازلت نسبة كبيرة من الشعب الليبي عن حقوقها على النظام وثاراتها معه، وتناست ما جرّعها من مهانةٍ وذُلٍّ، وما أذاقها – متعمداً وبلا جريرة – من ويلاتٍ وقهرٍ عبر سنوات ظلمه الحالكة، فشرحت صدورها للشاب الواعد بالإصلاح والتعويض والتصحيح، وأهدته قلوبها في مهرجانات من الحب والتأييد عكست حالة القنوط واليأس الذي تعاني منه وتسليمها بعجزها عن تغيير واقعها وترحيبها برضا الدكتاتور وفرحتها بتغيّر مزاجه حتى وإن جاء هذا الرضا بطريقة غير مباشرة من خلال ابنه.

ثم ازدادت علامات الحيرة والاستفهام والتعجّب عندما بدأت محاولات الشاب الواعد تبدو وكأنها تصطدم بإصرار الأب على منهجه القديم الذي أفرزه تخبّطه في دهاليز عالم الظلمات باحثاً عن ذاته ومحاولاً حلّ رموز قَدَرِه وفهم أسباب تصادم مكونات شخصيته التي كانت تقضّ مضجعه وتنغّص عيشه حتى تمكن أخيراً – على أشلاء قرابينه من الليبيين وإيقاع صراخ وتأوّهات الأحياء منهم – من التعرّف على نفسه والتمكّن من قوى الظلام واتقان طلاسمه بدرجة عالية جداً خضع لها ملوك ذلك السُّـفْـل التقليديون فتخلّوا له عن التاج والخاتم والصولجان، وبايعوه ملكاً عليهم، وأعطته المقدرة على التأثير في إرادة ملوك وزعماء العرب والعالم وارباكهم وتكدير صفوهم إن تصادموا معه أو حتى حاولوا اعتزاله.

وقد فسّر بعض المراقبين ما يبدو أنه صراع بين الأبن والأب بأنه تصادم مع "الحرس القديم"، ورأى بعضهم أنه تصادم مع أصحاب المصالح و "القطط السمان"، وفسّره غيرهم بأنه ناجم عن شعور الأب بتهديد سلطته المطلقة التي تعوّد عليها والتي لن يرضى بأن يشاركه فيها غيره حتى وإن كان ابنه الذي حصل على موافقته نظرياً. وأمّلوا أنفسهم بأنه – الأب – يحتاج إلى بعض الوقت حتى يتعوّد على التغيير، وأنه على الابن أن يخفف من سرعة تحركاته لتجنب الاستفزاز وتفادي التصادم والعراقيل!

ثم ازدادت الحيرة عندما أخذ مظهر ذلك الصراع يتلوّن بلمسة –مقنّنة – من العنف، حيث تم سجن أحد أعوان سيف المرموقين أثناء غيابه عن أرض الوطن، وبعدها صودرت محطة تلفزيونية يملكها، تبعتها تهديدات صريحة بأنه – سيف - سيهاجر عن أرض الوطن، ثم هاهو يشرع في نقل مركز نشاطه إلى لندن حيث سيؤسس مملكةً صغيرةً فيها بموافقة الحكومة البريطانية - بلا شك - وتحت رعايتها وتشجيعها.

 

هنا لزم التوقّف عن النظر في هذا الأمر على أنه مجرّد شطحة محليّة من شطحات القذافي التقليدية والتأمل فيه لسبر غور هذه المسرحية الدولية لإدراك الهدف من ورائها وقصد لاعبيها.

وقبل الولوج في ذلك لا أظن أنه من الصعب علينا بداية أن نُقرّ بأن سيطرة القذافي في ليبيا كاملة وأن ابنه لا يستطيع أن يقوم بأي تحرك أو يرسم أي مخطط للمستقبل بدون إيعاز من أبيه، وإلا فلماذا لم يتحرك أي من الأبناء الآخرين ليحاكوا أخاهم أو ينافسوه؟  كما أنه ليس من الصعب التسليم بأن أياً من "مراكز القوى" أو "أصحاب المصالح" أو "الحرس القديم" لا يمكنه أن يتحدى القذافي الإبن ومخططاته الحائزة على موافقة أبيه.

وكذلك فإنه لا يمكن تجاهل أن فصول هذه المسرحية قد تزامنت مع تسوية القذافي لملفات شائكة مع الغرب ظلت معلقة لفترة طويلة بتقديمه تنازلات باهضة اشترى بواسطتها إعادة تأهيله وقبوله في المجتمع الانساني المتحضر.

وليس من العسير كذلك فهم أسس علاقات الغرب – تحت قيادة أمريكا – بالدول التي يصنّفها على أنها "العالم الثالث"، وأن تلك العلاقات مبنية على مصلحة الغرب واستفادته من تلك الدول كأسواق لمنتجاته وكمصادر غير مشروطة للطاقة وامتداد للنفوذ العسكري والسياسي، وقد أثبتت سياسته في العقود الماضية تفضيله التعامل مع الحاكم الفرد بصرف النظر عن سياسته الداخلية في بلاده. كما شهَدنا مراراً وتكراراً على أنه كلّما أوشك نظام حاكم فرد على التهاوي يسارع الغرب – بتخطيط الـ سي آي أي _ للتعاون مع عسكر بلاده أو معارضتها لينصّب فرداً آخر يرتبط استمرار حكمه بتأمين مصالح الغرب.

 

وانطلاقاً من هذه المسلّمات والحقائق فإننا قد لا نختلف كثيراً حول أن الغرب قد وصل إلى القناعة الراسخة – بعد العبث الأمريكي بالمعارضة الليبية – بأن الشعب الليبي قد أصبح عاجزاً عن تغيير واقعه بيده، وأن القذافي باقٍ في السلطة مدى الحياة، وهو أمر لا يقلق الغرب؛ فمصالحه مكفولة مع نظام الإنقلاب - وما عليهم إلا الاستمرار في احتواء تداعيات مفاجئاته مثل احتفاله أخيرا بإطلاق المقرحي على غير ما هو متفق عليه - لكن ما يقلق الغرب هو احتمالات ما بعد القذافي وما يمكن أن يعرقل أو يهدد المصالح الغربية في ليبيا بعض الشئ؛ كاختلاف أبناء القذافي فيما بينهم أو تصادمهم مع بعض المتنفذين من أقاربهم أو غير ذلك مما قد يخرج عن حساباتهم.

 

ولاحتواء جميع الاحتمالات يبدو أنه قد تم التنسيق مع الحاكم الأوحد من أجل إرساء وحماية سلطان سلالته على البلاد لفترة طويلة جداً بطريقة تبدو حضارية تضمن السلامة لمصالح الغرب بدون أن تكون مصدر إحراجٍ لحكوماته أمام شعوبه وبرلماناته، كما تؤمّن الشعبية المحلية والاقليمية للأسرة المالكة الجديدة مع القبول المفعم بالإحترام الدولي، وذلك بتبنيّ الفكرة الدستورية ليدخل بها القذافي الابن إلى الحكم – بعد أبيه – عن طريق المعارضة.

ولذلك ابتدأت تصميم وحياكة فصول مسرحية الرغبة في الإصلاح ومزاعم التصادم الذي يعيقها لتمهد الأرضية لكتابة تاريخ نضال يتشدّق به مستقبلاً من على كرسي الحكم كما يفعل أبيه الآن بـ "قصة الثورة" التي حبكها ثم أخذ في تعديلها واضافة بطولات جديدة إليها قبيل احتفالات سبتمبر من كل سنة.

 

وقد سهّل عليهم غياب الملك ادريس السنوسي (رحمه الله) التجاسر على الفكرة الدستورية وتعديلها لمصلحتهم فاستعاضوا عن دوره الرئيس فيها بإعادة عقار مُصادر في طرابلس تعود ملكيته للملكة فاطمة السنوسي وسط تغطية إعلامية مكثفة، كذلك، وفي نفس السياق، جاءت رحلة سيف القذافي – محاطة بتغطية إعلامية لا تقل كثافة عن سابقتها - في شهر أبريل الماضي إلى واحة الجغبوب، المعقل التاريخي للحركة السنوسية، وزيارته لمسجد وزاوية الإمام السنوسي وتعهّده بإعادة جثمانه إلى مرقده الذي نبشوه سنة 1984، ولم يفِ بذلك التعهّد حتى يومنا هذا، ولا أحسبه يفعل إلا بعد وصوله للحكم واستلامه مقاليد السلطة، لاحكام هذا الفصل من المسرحية.

 

ومن البيّن أن قيادتيّ الغرب قد تقاسمتا أهم أدوار هذه المسرحية وأكثرها جديّة؛ فبريطانيا ستحتضن وريث ليبيا وتساعده أثناء وجوده فيها على أن يكون جزءً من العالم الحر وتؤهله للحكم بطريقة عصريّة متحرّرة - ولو شكلياً - من تأثير عهد أبيه وأساليب حكمه، ثم ينتقل منها إلى السلطة متى حان الوقت حاملاً دستوراً للبلاد احتكرت أمريكا دور صياغته ولم يُترَك لليبيين إلا مناقشة اختيار تسمية له؛ دستور أو وثيقة أو أي تسمية أخرى. ومع هذا الدستور المتقن صياغته – سيكون وريث البلاد والعباد محاطاً بثلّة لا يستهان بها -عدداً ومكانةً – من المثقفين والمعارضين السابقين وأصحاب الرأي والمواقف الوطنية المعروفين ممن انطلت عليهم المسرحية أو من الذين أخذوا قراراتهم تحت تأثير الطمع أو اليأس والقنوط، أو ممن باعوا ضمائرهم. وأنا هنا لا أُقاضي ولا أدين أحداً فلكلٍ اجتهاداته وأسبابه ودوافعه وظروفه.

*   *   *

لا شك أن هذه القراءة اجتهاد – قابل للمناقشة الواعية والتصحيح الجاد – في سياق محاولة فهم مايجري واستقراء ما هو آتٍ، وتقدّم تفسيراً منطقياً لما يدور في ساحة السياسة الليبية.

 

وفي الختام أوجه الخطاب مباشرة – ولأول مرّة – لـ "ملك الملوك" لأقول:

 

تكون واهماً إن صدّقت التعهدات والتأكيدات التي وُجّهت في الظاهر إلى الشعب الليبي ولكنها صُممت في الواقع لتخديرك حتى تطمئن على دورك – الذي تعتبره تاريخياً – في مستقبل ليبيا السياسي، وإنهم سيتمسكون – بعد غيابك – بما سميته "الديمقراطية المباشرة".  أعني تلك التعهدات والتأكيدات التي جاءت في خطاب ابنك في أغسطس 2007 الذي أكّد فيه على ما أسموه "الخطوط الحمراء" في السياسة المستقبلية.

تكون واهماً لأن العمود الفقري لفكرتنا – كما طرحناها في سنة 1981 - بعد الملك (رحمه الله) هو دستور 1951. فالرجوع إليه لتصحيح الحاضر، والانطلاق منه – بعد تعديله شعبيا - إلى المستقبل هو ما يجعل هذا الحل ينبثق من صميم القضية الوطنية وجهاد الشعب الليبي وخياره الحر، ليمدّ فروعه في أروقة هيئة الأمم المتحدة باستحقاق تاريخي قديم، وليس بأمانيٍ وأحلامٍ جديدة. وبذلك تجعل هذه الفكرة الحاكم الذي يتبنّى تطبيقها بطلاً شعبياً حقيقياً، وملكاً محبوباً ومحترماً، ويسجّل اسمه في التاريخ الليبي -بجدارة- في نفس خانة عمر المختار. كما تجعل عهده عهد ثورة تصحيحية حقيقية لا تحتاج إلى "كتابٍ أخضرٍ" ولا إلى مقولات ارتجالية.

فهل تَرى أن ابنك سيتمسّك – أمام هذا الإغراء- بتعهداته لك حتى وإن كان مخلصاً فيها الآن؟ 

أم أنك بالفعل تصدق أن الشعب الليبي سيجبره على التمسّك بها وفاءً لذكراك ؟

محمد بن غلبون

رئيس الاتحاد الدستوري الليبي

chairman@libyanconstitutionalunion.net

 

عودة إلى صفحة المقالات

 

عودة إلى صفحة المقالات

 

 
 

نشر هذا المقال بتاريخ 19 سبتمبر 2009 على المواقع الليبية  "ليبيا وطننا" و"ليبيا المستقبل"

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

خطاب موجّه لمعمر القذافي  ... فقط

ملحق لمقال "ماذا بعد الأربعين إلا التوريث" [1]

21 محرم 1431 الموافق 7 يناير 2010

 

بعد الذي نشرته تحت عنوان "ماذا بعد الأربعين إلا التوريث" بتاريخ 19 سبتمبر 2009 رأيتك تتحرك بسرعة مستفيداً من آرائي لتكبيل ابنك سيف بأفكارك واغراقه حتى أذنيه في سياستك لمنعه من التنصل منك في المستقبل، وذلك بخلق مكانة رسمية له في جماهيريتك.

وعلى الرغم من أن صلاحيات تلك المكانة فاقت خيال كل طامع في سلطة في أي مكان من العالم، إلا أن الشاب تلكّـأ في التجاوب مع رغبتك، فبرهن على صحّة ودقّة ما جاء في استقرائي المذكور أعلاه.

وبما أنك قد دلّلت على أنك تستفيد من أراء ومعلومات الغير حتى وهم على خلاف تام معك فإنني سأطبق عليك القول الشعبي "الحديث فيك مش خسارة"، ولا تظن أنني أقوم بذلك مراعاةً لمصلحتك أو مصلحة أبنائك، لأنني غير معني بذلك البتّة. ولكن ما أقوله الآن هو من منطلق الحرص على مصلحة الوطن الكبرى التي كانت ومازالت همي الأول وشغلي الشاغل.

فأنت ترغب في توريث ابنك وفي ترك سلالة حاكمة في البلاد من بعدك، وهذا ليس هو الحلّ الأمثل لأزمة الوطن، ولا هو ما أتطلّع إليه بعد 30 عاما من معارضتي لنظام حكمك، ولكنني لا أرى على الساحة الليبية في وضعها الراهن ما يحول دون تحقيقك لرغبتك؛ فما الذي يدفعك لأن تترك أولادك من بعدك في قبضة العابثين يتحكّمون فيهم ومن ثم في الوطن –وهذا ما يقلقني- بضربهم ببعضهم البعض؛ ورُبّ صورة خير من ألف مقال:

إنك تستطيع أن تتركهم من بعدك سادة الموقف محلّيّاً وعالميّاً على منهج فيه إعادة بناء الوطن الذي دمّرته.

ولكن عليك أن تمنع المكابرة من الأخذ بزمام قرارك فترفع العلم الليبي ذو الألوان الثلاثة الأحمر والأسود والأخضر بنجمته وهلاله على البلاد، وأن تعيدها لحكم الدستور، دستور 1951 ليس سواه. فإن هذا الأمر آتٍ لا محالة، وإن لم تفعله بنفسك فسيكون من بعدك، ولكن على غير ما تشتهي كما سبق وأن شرحت في "ماذا بعد الأربعين إلا التوريث". فهل سيمنعك ادعاء الثورية من ذلك وقد تربّعت على عرشٍ آخر ولبست تاجه. افعل ذلك من أجل مصلحة أبنائك فإن مصلحة الوطن ليست من قضاياك ولم تكن يوماً من الأمور التي تهمك، وربما التقت مصالح الأعداء.  

اعتق هذا الشعب واعطِه فرصة بعد أن انتفَت حاجتك إلى قرابين بشرية، واستغنيت عن صراخ الألم وآهات الهمّ والبؤس بتربّعك على ذروة سنام "مملكة الظلمات". فقد استتب لك الأمر بإحكام قبضتك على زمام القوى الظلمانية، وأنت على ثقة من أنه لا أحد يستطيع تحدّيك أو مقارعتك الآن أو ينال منك كائناً من كان.

ولكن اسمعني جيداً، فسأقول ما لا يعني أحد سواك :

بسم الله الرحمن الرحيم

"الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ"

إن سنة الله في خلقه أن الظلمات هي الأخرى "جَعْلٌ إلَهيٌ" كما النور، وأنها تقتضي أن تلك الظلمات يلزمها ملك يجلس على عرشها ليسوسها ويمسك بأزمّتها - شأنها شأن أي شئ آخر في هذه الخليقة - فإن لم تكن أنت ذلك الملك فسيكون غيرك لا محالة. وإن استتباب أمر مملكة الظلمات يكمن في إدراك تبعيّة الظلمات للنور والتصرف من هذا المنطلق حتى لا يستشري الفساد فيوجب خلعك.

وليس إلا النور يستطيع أن يقوّض صياصيك بأن يبزغ فوقها فيبدّد الظلمات التي تغوص في أعماقها وتتقوّى بها، وعندئذ سينتقل عرش الظلمات إلى مكان مظلم آخر ويتركك أعزل تواجه الشعب المطالب بثاراته.

محمد بن غلبون

رئيس الاتحاد الدستوري الليبي

chairman@libyanconstitutionalunion.net


  [1] http://www.libya-watanona.com/news/lcu/lc19099a.htm

 

نشر هذا المقال بتاريخ 7 يناير 2010 في موقع  "ليبيا وطننا"

عودة إلى صفحة المقالات

 

عودة إلى صفحة المقالات

 

 
 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تابع ... " خطاب موجه لمعمر القذافي فقط ...."

1 ذو القعدة 1431  الموافق  9 أكتوبر 2010

 

بلغني أنك جنحت بعد قراءتك لخطابي السابق المؤرخ 7 يناير 2010 [1] إلى أنك "عبدُ الله" المنفـّذ لإرادته في تصريف شؤون مملكة الظلمات –سبحانه وتعالى عن ذلك- وأنه قد انتابتك حالة من الزهو لم تعد تبالي معها بمخططات ابنك ولا إن أصبح في مكانة عمر المختار وعسكر والباروني مجتمعين. ففقدت الرغبة في الاستمرار في الكتابة لك عن مملكة الظلمات وعن ازدواجية خلقك وسلالة روحانيّـتك النادرة اللتين مكّنا بتظافرهما من جمع الظلمات كلها باختلاف أنواعها تحت عرش واحد وقد كانت متفرّقة تحت عروش متعددة، وهي ظاهرة نادرة الحدوث ولكنها ليست الأولى في تاريخ البشرية، ولن أكتب لك عن سابقاتها، ولا عن هويّة أبائك الروحانيين، لأنك تسئ الفهم وتستنتج ما يحلو لك، مما لا يليق بموضوع دقيق مثل هذا.

 

ولكني سأكتب في موضوع مشتق من موضوعك لمصلحة القارئ المتابع الذي يرعبه ما وصل إليه حال اللغة العربية في البلاد حتّى صار كًتّاب الدولة يكتبون – في السجلات الرسمية للمواطنين- اسم سليمان بالألف "اسليمان"، واسم أسامة بالواو بدلاً من الضمة "أوسامة". [2]

 

منقول عن موقع ليبيا وطننا

إن أحد أبرز ما يُـفقد من المجتمع الذي يخيّم عليه سلطان الظلام هي اللغة العربية لأنها لغة النور (القرآن). وقد حدث ذلك من قبل في بلادنا بعد أن سلختها الأسرة القرمانلية عن الخلافة الإسلامية (العثمانية) واستقلّت بحكمها زمناً طويلاً.

وأعرض هنا مجموعة من الوثائق التي ألحقها كمال الدين عبد العزيز الخربوطلي بترجمة كتاب "طرابلس الغرب تحت حكم أسرة القرمانلي" لكاتبه رودلفو ميكاكي استخرجها من دار المحفوظات التاريخية بطرابلس ومن مكتبة الأوقاف ومن المكتبة الحكومية في نهاية الخمسينات من القرن الماضي.

تبين هذه الوثائق كيف كانت أذُن القرمانلي سماعة للوشاة والمخبرين، وكيف استباح قراصنة البحر الأبيض المتوسط في العهد القرمانلي طرابلس مثلما استباحها مجرمو أفريقيا في العهد القذافي. وكيف استعصت لغة النور على أصحاب الظلمات حتى فقدوها بالكامل. وما يحدث الآن ما هو إلا بداية لذلك المسار... وما أشبه اليوم بالبارحة !

محمد بن غلبون

رئيس الاتحاد الدستوري الليبي

chairman@libyanconstitutionalunion.net


[1] للاطلاع على هذا المقال في موقع ليبيا وطننا http://www.libya-watanona.com/news/lcu/lc070110a.htm

[2]  للاطلاع على أصل هذا الموضوع :  http://www.libya-watanona.com/letters/v2009a/v27sep10a.htm

 

 

الوثيقة الأولى:

خطاب يوسف القرمانلي إلى أحد عماله

يأمره فيه بدفع بعض ديونه ليهود وغيرهم

20 ذي القعدة سنة 1247

_______________________

 

الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وسلم

إلى الأجل الأفضل الوجيه الأمثل ولدنا الحاج محمد بيت المال أصلح الله له الحال والمآل بمنه آمين. السلام الأتم الأطيب الأعم عليكم ورحمة الله وبركاته ولا زايد بعد حمد الله جل وصفه وتقدس اسمه سوى الخير، يليه إعلامكم بموجب الكتب إليكم هو أن القادم عليكم راحمين الطيار وبيده تذكرة مكتوبة باسم غليوبي بها ثمانية آلاف ريال دورو تبقى تخلصه فيها من غير تراخ ولابد. وكذلك بيده كنتراته مكتوبة بيننا وبين النصارى الفرنسيس والانبريال (1) وغيرهم ومضمونها أنهم رضوا بأن ندفعوا لهم 40% تبقى حين تروّح لبني غازي توقف لها الأمر وتقبض من الباي وتدفع لأهل التذاكر على نحو مافي الكنتراتة من غير أن يأخذ أحد شيئاً زايد على الآخر ناد بينهم وسلكهم وارخينا من نشافهم (2) وغيرك يحتاج زيادة التأكيد ، الحاصل لابد إنك تخلص راحمين الطيار في تذاكر القنصل المكتوبين في الكنتراتة وصفّي هذا الأمر وفكّنا من النشاف ودواخ الراس ، وما أنت إلا ولدنا وربنا يجيب تصرفاتك في الصواب ولا زيادة سوى الخير والسلام ،

20 ذي القعدة سنة 1247

من المرعي بالله عبده

يوسف باشا القرمانلي أيده الله بمنه

(1) الأنبريال :  الانجليز

(2)  نشافهم :   متاعبهم


الوثيقة الثانية :

رسالة يوسف باشا إلى قنصل سردينيا

18 رمضان المعظم سنة 1247 هـ  -  سنة 1831

______________

الحمد لمن يستحقه – إلى محب جنابنا قنصليز السردينيز وبعد :

إن الموجب لكتابنا هذا هو أن السكة التي نضربوا فيها حين يتم أمرها وتمشي بين الناس يقع فيها الفساد عاجلا المرة بعد المرة كما هو على علمك وظهر لنا أن فسادها لم يقع إلا من أصحاب الدكاكين من كافة الأجناس.

ومرادنا أنك تحكم في جميع السودتو (1) متعك وتنبه عليهم وتنهيهم وتأمرهم بالاتباع فيما نأمر به كافة الناس والذي يخالف ولم يمتثل أخرجه من البلاد لأن هذا أمر لحق تعبه جميع الناس كما لا يخفاك وهي أوكد الحوائج عندكم والسلام ،

عبد ربه

يوسف باشا قرمانلي نصره مولاه بمنه آمين

 (1) الرعايا


الوثيقة الثالثة :

معاهدة علي القرمانلي الأول مع أسبانيا سنة 1784

تتكون هذه المعاهدة من 39 شرطاً اكتفينا بعرض 13 منها لإيفاء الغرض وتفادياً للإطالة

_____________

هذه شروط الصلح والمحبة الواقع فيه وكالمتسابقة مع الأسعد الأرشد، الهمام الأمجد، الطاهر الظاهر صاحب المفاخر المتوكل على الملك ، الفعال لما يشاء سيدنا ومولانا علي باشا بن المرحوم مولانا محمد باشا بن المرحوم أحمد باشا القرمانلي صاحب ولاية دار الجهاد طرابلس المحمية المرعية وساير عمالها وبين دون جوان سليسترو صليبي وأخيه دون بترو صليرو صليبي وذلك من أطراف عظيم الروم يرتجى دون كارلوس الثالث بفضل مولاه عليه ري (1) أصبانية والهند وغيره وغيره بالوكالة التي بيديهما من أطراف الري المذكور التي منشأ تاريخها في أيام من نوفمبر سنة 1783 وذلك بموافقة الدون جوان دي سلسر كونتي دي شو الفتشو ماركيني وغيره نير الجدور.

الشرط الأول

حتى يتم هذا الصلح المبارك المنعقد بين السيد علي باشا قرمانلي والري الاسبنيولي كارلو الثالث وبين عملائه يبقى أهل وجاق طرابلس مع الصبنيول في صلح دايم الأجل.

الشرط الثالث

قرصان طرابلس إذا تلاقى مع مراكب الصبنيول واستحق في شئ يعينه ويخليه يسافر في حال سبيله في طريقه وقرصان الصبنيول إذا تلاقى مع قرصان طرابلس يفعل مثل ذلك يعينهم على ما يلزمهم وما يحتاجون إليه.

الشرط الرابع

قرصان طرابلس حين يتلاقى مع مراكب كيروانت الصبنيول تمشي فلوكت القرصان بجوز السنيال من غير الذي يجبدوا المجداف ولا يركب لمركب الصبنيول إلاّ الجوز فسيال يطلعوا على الباصبورات وغيره وقرصان الصبنيول يفعل في مراكب الوجاق مثل ذلك.

الشرط الخامس

قرصان طرابلس يحتاج يسافر بفرمان السيد الباشا أيده المولى وبباصبرته من عند القنصل فإن كان لم يكن عنده ذلك يحبسوه جمهور الأصبنيول مثل ما يحبسوا الزبنطوط (2).

الشرط العاشر

اليسير(3) بتاع الصبنيول إذا حط رجله بوجاق طرابلس يبقى فرنك (4) وكذلك يسير الوجاق المنصور إذا حطوا رجله في تراب الصبنيول يكون فرانكو.

الشرط الثالث عشر

مدافع القلعة بتاع وجاق طرابلس وعمالتها يمنعوا جميع ما يأتي من العدو للصبنيول بحيث لا يضرهم أحد تحت رمية المدفع وإن تعدى أحد السيد الباشا دامت معاليه بمنه وفضله وجوده يعاقب الرايس القرصان وكذلك الصبنيول عليهم مثل ذلك.

الشرط الخامس عشر

إن كان مراكب الصبنيول في المرسى وعدوّهم حاضر يمسك عدوهم يومين إلى أن يتباعدوا مراكب الصبنيول.

الشرط السابع عشر

القبطان الصبنيول الذي يأتي إلى وجاق طرابلس ينزل قبالة (5) إلى حوش قنصل الصبنيول.

الشرط الحادي والعشرون

البارود والرصاص والقلوع وكلما هو دالت الحرب إذا أتوا به الصبنيول لم يعط جمرك.

الشرط الرابع والعشرون

إذا قرصان طرابلس أراد أن يتِّكي لم يغصب مراكب الصبنيول لأجل يتكي مركبه عليهم إلا بطيبة خاطر قبطان المركب الصبنيول.

الشرط الخامس والعشرون

القبطان الصبنيول لم يقدر يغصبه أحد في كرا (6) مركبه أو في سفر بالغصب إلا أن يكون بطيبة خاطر.

الشرط التاسع والعشرون

فإن بعض بحرية الأصبنيول اشترى خمر من الطبارم (7) ولم يدفعوا حقه – القنصل الصبنيول لا يضمن ولا يطالبوه ولا يمسكوه في ذلك ولا يمسك البحرية إذا أرادوا السفر.

الشرط الثاني والثلاثين

الأصبانيول إذا حصلت لهم منازعة أو مضاربة بينهم وبين بعض المسلمين وهرب الأصبنيول فالقنصل لا يكون ضامنا وإن أحد الأصبنيول عاب في رجل مسلم ومسكوه لا يجري عليه حكم إلا بحضرة السيد الباشا دامت معاليه وحضور القنصل.

 

(1) ري : ملك

(2) الزبنطوط : الهارب من العدالة

(3) اليسير : الأسير

(4) فرنك : حرّ

(5) قبالة : مباشرة

(6) كرا : تأجير

(7) الطبارم : الحانات


الوثيقة الرابعة :

رسالة من (( ............)) [*] إلى محمد القرمانلي

في 23 من محرم سنة 1251

________________________

الحمد لله وصلى الله على سيدي محمد وآله وسلم

إلى من حفظه الله ورعاه، وبلغه في الوادي مناه، الأسعد الأرشد الهمام ولا غير سيدي محمد باشا القرمانلي دامت معاليه.

السلام الأتم الأطيب الأعم عليكم ورحمة الله وبركاته ولا زيادة سوى الخير. ونعرّفوك بعد تقبيل أيديكم وأرجلكم الكرام وما تستحقه السيادة من الإجلال والإعظام هذا وأنه حين الكتب أتانا جواب من مصراتة وذكروا لنا أنها قدمت مركب من مالطة وأخبرت على أن اشقوف (1) مولانا السلطان وصلوا إلى بلد قريب ويستنوا في شقوف الإنجليز يقدموا عليهم وحين بلغ الخبر لمالطة مشوا اشقوف الإنجليز منها لملاقاتهم – هذا الخبر الذي بلغنا من مالطة وتعلم من أجل أحوال ترهونة ومن هو في غرضهم، إنما المريّض ومن معه عامل مجبودة وبيننا غلّ مبيّت من جهة قماطة، وأما عبد المولى وجارته عامل مجبودة كذلك في الظاهر ويقرنوا في الصفوف من ورفلة وغيرهم ولا تمّت لهم جلوة إلا جلوتنا، ونحن مالنا خدمة إلا عليكم نجرو في مصالحكم وأيضا تنادي هاتوا الفزع بنفوسكم والثالثة أنتم فاضيين من جميع المشاغل ونحن مانا طالبين منكم حركة ولا قدوم علينا إلا بقصد أنكم تتعقبوهم بالغيرة عليهم وهم جوّا في طرف العمالة وكثرة الجبل مشرق – والناس كيف ما تعرف واحد يغره بالخدمة ويوعدوا فيه بالحصة، وواحد يخوفوه تخويف ونحن جينا ابعاد عليهم – ان قعدنا معهم ضريناهم بالخسارة وباعد شانهم، وإن سيبناهم ما يقيموا أرواحهم وانتم ماتعجبكم راحتكم وتطمعوا بها وتقولوا افتكـّينا من القيرة (2)– هذا ما هو زمان راحة لأنه مرجوع الكيد كله عليكم ونحن لولا محبتكم والخدمة على مصالحكم وطلب الحصة فيكم، واحنا مرتاحين في أوطاننا وتاركين الأوطان الذي من يالاهم وهذ شئ دوم ما هو يوم، لأن مقعدنا في الأوطان الغربيات يقلقوا الناس منا أهل البلاد وأهل السبيب لأن عندنا بير مسلاتة يسقي ألف فارس. الحاصل إذا ما تبغوش الناس تملّ وتفضي لهم البلاد ، ضيقوا عليهم بالغارات والغزيان على الفور باش يضموا أطرافهم وتقصر خطوفهم ونحن علمناك وأنتم تعرفوا ما يصلح بكم ودمتم بخير وعافية وسلام.

بتاريخ 13 في محرم سنة 1251

خديمكم (( ....... ))

[*] حذفنا اسم كاتب الرسالة احتراما لأهله

(1) اشقوف : جمع "شقفة" وهي القطع البحرية

(2) القيرة : الحرب


الوثيقة الخامسة

منشور محمد باشا القرمانلي إلى جميع قناصل الدول

ورؤساء المراكب البحرية الحربية

في 30 رجب سنة 1249 الموافق 11 ديسمبر 1823

_______________________

حضرة سعادة ولي النعم محمد باشا قرمانلي يخبر جميع أحبابنا القناصل مع جميع الأجناس وكافة الرياس متع مراكبهم الحربيات أن هؤلاء المراكب متعنا الذين هم يوجدون فوق مرصة طرابلس معتمدين من طرفنا ومن طرف جميع ناسنا بشنذقنا (1) المنصور، لأجل أن يوقف في مصالحهم القويرة (2) الحاصل بيننا وبين أهل المدينة على حسب القانون الجاري بين كافة الأجناس وحماية لانفراد كلمتنا وعموم دولتنا فبهذا نخبركم ويكون في علمكم ونحن على محبة جميعكم ومراعات جنابكم لا زيادة ولا تقصير وليس غرضنا أننا نفسد أو نعرقل الكُـمّـرشو (3) متع الجنوس الذي معهم نحن على الصلح والتمام في 30 رجب سنة 1249 بيد المبجل من أحبابنا قنصل جنرال السردانيز شروتي (4) الحال في الوقت في طرابلس الغرب.

(1) سنجقنا

(2) الحرب

(3) التجارة

(4) اسم قنصل سردينيا


الوثيقة السادسة

رسالة يوسف باشا القرمانلي إلى محمد شلبي بيت المال

يصف فيها وقائعه مع سكان بن وليد وأنصارهم

6 رجب سنة 1247 هـ  الموافق  12 ديسمبر 1831م

الحمد لله وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

إلى الأجل الأفضل الوجيه الأقبل المحترم المبجل ولدنا الحاج محمد بيت المال أصلح الله له الحال والمآل بمنه آمين السلام الأتم، الأطيب الأعم عليكم ورحمة الله وبركاته ولا زايد سوى الخير يليه اعلامكم موجب الكتب إليكم هو أننا كنا عرفناكم سابقاً على تجهيز الأمحال (1) المنصورات وفيهم الأسعدين الأرشدين أنجالنا سيدي علي باي وسيدي ابراهيم باي وبينا لكم عدد العساكر والخيل والرجال والآن نعرفوكم بما حل بأهل وادي بن وليد ومن في حزبهم من أولاد سليمان والقذاذفة وغيرهم أول واقعة وقعت عليهم لما نزلت المحلة بقليعات الحطابة في أسفل الوادي قبل لا تبلغ لهم سولت لهم أنفسهم الخبيثة وجردوا عشرة فيهم سبيب وتريس وهجموا على المحلة في الليل فوجدوا الناس على أهبة والمدافع في كل نزعة وبقى البارود والمدافع ينوضوا (2) مقدار ثلاثة ساعات وانهزموا مقبوضين ومات منهم بالدويلي والرصاص ما يزيد على مائة وخمسين رقبة وسَلِمَت المحلة ولم يمت منها حتى رجل واحد ولله الحمد على ذلك وصبيحة اليوم رحلت المحلة ونزلت بقرب ظهرت الشيخ السوداني لأن ورفلة كلهم عقلوا في سرّار الفوقيين والأوطيين وداهمتهم العساكر في معقل سرّار وبن قايد أما معقل بن قايد وما يليه أخذوه في أسرع مدة وقتلوا من فيه وركحت العركة في معقل سرار وحمى الوطيس وطلعوهم منه ثلاث مرات ويرجعوله حتى أن أنجالنا باشروا القتال بأنفسهم وجرح حصان سيدي على وانجرح سيدي ابراهيم جرح خفيف وهدوا أولاد أبي سيف وطلبوا من أنجالنا العفو واحتزت المعركة فمات منهم في ذلك اليوم مائتين وخمسين رقبة وأما المجاريح بلا حساب والخيل كذلك وبقوا يتشفعوا وشرعوا العساكر في تقطيع الأشجار وتعديم الأبار من الفنادن إلى دفع الداوي لا قعدت زيتونة ولا حوش قائم البناء ثم رحلت المحلة نزلت في ظهرت التربة وعاركتهم عركة أخرى في وسط الوادي وانقبضوا ورفلة إلى أن رقوا إلى سرار ومات منهم مائتين واثني عشر رقبة وثلاثة مائة مجاريح وزاد في التشفيع فقدموا علينا المرابطين أولاد أبي سيف أولاد بن مريم وزوي غريان وطاحوا علينا وطلبوا منا العفو والصفح ورفع القتال وحقن دماء المسلمين فأسعفوا بما طلبوه منا وعفونا وراعينا الضعفاء والمساكين بعد أن التزم لنا عبدالجليل ومشايخ ورفلة على يدي أولاد أبي سيف بألف وخمسة مائة ناقة ومائة وخمسين رأس عبد وجابوا لنا عشرين رهينة من خيار أولاد المشايخ وعبد الجليل أعطى الساعدي وابنه وأخيه عمر لولا أنه مجروح عاطيه والرهاين الآن في قيطون الباي ويبغوا يسرعوا في إخلاص والتزموا برجوع جميع ما أخذوا من فزان بتمامه وطمنونا أولاد أبي سيف في إتمام هذه الشروط وأما الباي محمد شركز فانه مات مريضاً وولده أحمد ومن معه باقي في القصر وعن قريب يقدم ان شاءالله على أسر حال بجميع ما عنده ولا يغير أحد عليه شي يكون ذلك في علمكم وان شاءالله بعدما يرحلوا الأمحال المنصورات من وادي بن وليد نبغوا نجهزوا واحد من أنجالنا للوطن الشرقي في محلة عظيمة تمهد الوطن وتواطي بعض أنوف شمخت كما في علمكم وأنت لابد تعرفنا على أحوال أهل الوطن وما هم عليه جملة وتفصيلا لنكونوا على بصيرة وأما المحلة لم يمت منها إلا مائة وخمسين رقبة من كل نسبة اثنين ثلاثة مالهم بال ولا فيهم متسميين إلا محمد ولد الشيخ بلقاسم بن منتصر وولد منصور ابن ابراهيم من عيلة الأدغم والحاج أحمد بن سلطان وجنيوا أهل المحلة من ورفلة مائتين فرس منهم ثمانين عند أهل الشرق وتعلم أننا كنا كتبنا لك على عشرين والا ثلاثين قنطار سمن تبقى تهتم لنا منهم وترسلهم لنا عاجلا في أول مركب، وما أنت الا ولدنا وأقرب ما لدينا، وربنا يجيب تصرفات الجميع في الصواب والسلام بتاريخ 6 رجب الأصم سنة 1247 الحاصل هذه نقزة نقزوها ورفلّة، ومن في حزبهم، وجت على روسهم تكسّروا تكسيرة كبيرة وراحوا نحاييرهم، وسعيهم كله راح، أما الغنم ماقعدعندهم منها حتى شاة واحدة سلّموا فيها اقبالة وأخذوها العساكر بتمامها والإبل كذلك راحت، شي أخذوه السبعة والغنايمة، غير نوفل ابروحه أخذ ثلاثة مائة ناقة، وشي ضاع في العقلة، وشي طاح عند المحلة ولا قعد عندهم شي، والدقدقوا تدقديقة كبيرة، وجميع رجالتهم الذي تعرفهم الذي ما مات هو مات ولده، وماتت فرسه، والله غير من الطبول خاصة سبعة وعشرين راجل من خيار الذي ماتوا، ولا تاسل لكن في الحقيقة ماتم أعداء للسلطنة وللعمالة إلا المرابطين لما اضايقوا ورفلة وشرقوا، وكثرت فيهم الموت وبدوا يشفعوا والقتل فيهم، وقريب يتاخذ العفو لهدوا المرابطين أولاد أبي سيف وأولاد أبولموشة والسواعدية واللمامين بن حميدان وخوته وأولاد الشيخ العالم وأولاد بن مريم كلهم وبدوا يتريبطوا على البيـّات (3) ويطلبوا في العفو حتى ساعدوهم وأخذوا بخواطرهم، وإلا لولا المرابطين كانت حاجة وقضاها الله لكن إرادة الله غلبت وما ينزاد علينا بعد هذا الجواب نعرفوكم مع قارباش، ونعلموك على القدادفة راحوا مال ورجال وكلوها وكلة طيبة، والسلام بتاريخ يمناه.

 

المرعي بالله عبده يوسف باشا قرمانلي أيده الله آمين

(1) الأمحال : جمع محلة ويقصد بها الحملات

(2) ينطلقوا

(3) جمع باي

 

 

 

نشر هذا المقال بتاريخ  9 أكتوبر  2010 في موقع  "ليبيا وطننا"

عودة إلى صفحة المقالات

 

عودة إلى صفحة المقالات

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تظلّم [1]

اللهمّ لقد جثم عرش الظلمات على وطني عدّة عقود متوّج فوقه شخص يحكم بإرتجال وبلا هدف محدّد – سوى البقاء في السلطة - فدمّر البلاد وأفسد نفوس العباد واستخفّ عقولهم، وليس في مقدور مخلوق تغيير هذا الوضع النادر.

اللهمّ إنه عندما تُوِّجت ملكة سبأ [2] فوق عرش جُمعت تحته جميع الظلمات لم يستطع تغيير ذلك الوضع إلا سليمان بن داوود -عليهما السلام- وهو النبي المرسل وارث مُلك الدنيا وخلافة الله في الأرض، حيث جمع بما مكّنته منه بين عرشه – عرش النور - وعرشها – عرش الظلمات- في ديوان واحد تحت تاجه صلى الله عليه وسلم، وذلك هو الحكم الذي لا ينبغي لأحد من بعده.

فكيف نستطيع نحن تغيير حالنا ولم يعد بيننا رجل رشيد واحد ناهيك عن حكيم خليفة نبي مرسل يخضع لسلطانه الإنس والجن والشياطين والريح والطير.

اللهم إن استجابتك لدعوة سيدنا سليمان عليه السلام قد حجّرت على أصحاب النور من بعده التحكّم في عرش الظلمات متى اجتمعت كلها تحت تاج واحد، ولم يعُد بإمكانهم إلا السيطرة عليها متفرّقة كلّ ظلمة أو اثنتين تحت سلطان ظالم مختلف في مكان مختلف، وإنني على ثقة من أن صالحيّ ليبيا قادرون على احتواء نصيبها من الظلمات ومحوها بأنوارهم كما فعلوا دائماً، أما كلها مجتمعة فمحال.

اللهم ليس غيرك يقدر على كشف هذه الظاهرة عن بلادي، وقد عوّدتها على نجدتك، وانني من هذه البقعة المباركة أدعوك ربي دعاء مضطرّ أن :

" تعجّل بشيله قبل مايفوتن ثلاثين ليلة" [3].

محمد بن غلبون

رئيس الاتحاد الدستوري الليبي

chairman@libyanconstitutionalunion.net


1).أثناء آدائي لطواف الإفاضة بعد ظهر يوم الأربعاء 24 نوفمبر 2010 في موسم الحج لعام 1431هـ

2) قد أكتب ما أعرفه عن أوجه التشابه بين صاحب سبتمبر وملكة سبأ في وقت لاحق.

3) الشطر الأخير من قصيدة "مابي مرض غير دار العقيلة" للشاعر رجب بوحويش (رحمه الله).

لقراءة المزيد حول هذا الموضوع :  http://www.libya-watanona.com/news/lcu/lc070110a.htm

 

نشر هذا المقال بتاريخ  26 نوفمبر 2010 في موقع  "ليبيا وطننا"  & "ليبيا المستقبل"

 

مواضيع ذات صلة:

وماذا بعد الأربعين إلا التوريث ؟

 

خطاب موجّه لمعمر القذافي  ... فقط  

 
 
 

عودة إلى صفحة المقالات

 

عودة إلى صفحة المقالات

 

 
 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

برقية مفتوحة من محمد بن غلبون رئيس الاتحاد الدستوري الليبي

للعـقيد القذافي

إن ما تهدد به الآن من إشعال حرب أهلية وتحويل ليبيا إلى  "نار حمراء و"كتلة من الجمر"، معتقدا أنه المخرج من ورطتك أو الانتقام من خصومك، ليس مفاجأة لنا، فقد سبق لي الإشارة إليه في لقاء مع جريدة "الشرق الأوسط" نُشر في عددها رقم 4973 المؤرخ 10 يوليو 1992 [1]. كذلك هو نفس ما اعترف لي به –تحت سلطان الغضب- أحد هؤلاء المخططين للشأن الليبي في أمريكا. وقد أرّخت لذلك في نهاية مقال نشرته في جريدة "الحياة" بعنوان "لقاءات حذرة بين الاتحاد الدستوري الليبي والسلطة الأمريكية: أوراق مرحلة" في عددها المؤرخ 29 أغسطس 2005 [2].

فهذا بعينه ما يخطط له –منذ عقود- ضباط وكالة الاستخبارات الأمريكية الـ  CIA  الذين يتحكمون في علاقات أمريكا مع ليبيا - وأغلبهم من اليهود الأمريكيين الصهاينة -  للانتقام من الشعب الليبي عما حدث ليهود ليبيا كتداعيات لحرب سنة 1967.

وقد استعملوك دائماً لوضع الأسس لمخططهم الانتقامي عن طريق دراستهم الدقيقة والعميقة لنفسيتك، واستعمال ذلك بحِرَفيّة شيطانية لتسخيرك لفعل ما يريدون بدون أن تشعر، بل تظن أنه ضروري لمصلحتك الشخصية أو الوطنية. وقد جاء الآن الوقت المناسب –في ظنهم- لاتخاذ الخطوة الأخيرة في تنفيذ ذلك المخطّط الجهنمي والتي سُربت لك عن طريق توني بلير الصهيوني –بحسب ما صرّح به نجلك الساعدي القذافي للصحفي دافيد أوين يوم الجمعة الماضي- من أن قوات النيتو تعدّ العدّة لغزو ليبيا مما دفعك لفتح مخازن السلاح على مصراعيها وجعلها في متناول القبائل بغرض الدفاع عن الوطن.

أفِق وخيِّب ظنهم ولا تُمكنّهم من تنفيذ مخططهم وانتقامهم واربأ بنفسك وأولادك وقبيلتك أن تُسجَّـلوا في التاريخ أنكم الأداة التي حوّل بها الصهاينة ليبيا إلى جمر انتقاما لخروجهم منها وحرمانهم من ثروتها.

والله من ورائهم محيط.

محمد بن غلبون
رئيس الاتحاد الدستوري الليبي

24 ربيع أول 1432 الموافق 27 فبراير 2011

chairman@libyanconstitutionalunion.net


[1] http://www.lcu-libya.co.uk/images/LCU-Chairman-Interview-Asharq-Al-Awsat-10July92.gif

 [2] http://www.lcu-libya.co.uk/hyatrtcl.htm

 

 

 
 

نُشرت هذه البرقية في صحيفة القدس العربي بتاريخ 28 فبراير 2011 وموقع "ليبيا وطننا"

 

 

 

 

 

 

A Telegram from The Chairman of the Libyan Constitutional Union,

Mohammed Ben Ghalbon, to

Colonel Gaddafi

 (Translation from Arabic)

28 February 2011

The threats you made to set off a civil war and turn Libya into an inferno in the belief that this is the escape from your predicament and the way to take revenge on your opponents was no surprise to us.  Previously I made a reference to this (probability) in an interview with Asharq Alwasat paper (4973) published on July 10th 1992 [1].  The very same scenario was confirmed to me by an American planning officer (under the influence of rage) specialized in Libyan affairs.  The incident was recorded in the last part of an article published for me in Al Hayat paper under the title: “Cautious meetings between the Libyan Constitutional Union and the American authorities: period papers” on August 29th 2005 [2].

The threats you made to push the country into a civil war and turn it into an inferno, is the very same fate the mainly American Zionist CIA officers who control America’s relationship with Libya, have been planning for decades.  The plan is a punishment of the Libyans for what happened to the Libyan Jews in groundwork for the 1967 war.  By detailed study of your personality, the agency has always employed you to prepare the ground for their shocking plan.  They used knowledge of your character in literally devilish fashion to operate you to carry out what they want without you ever suspecting the plots.  On the contrary, they have always made you believe that your actions were crucial for your personal benefit or for the good of the country.  Now the opportune conditions have materialized, according to their assessment, to take the final step to complete the wicked plan.  The final step was slipped to you recently by Tony Blair (the very close friend of Israel), according to the statement made by your son Saadi to the writer and commentator David Owen last Friday.  Blair let slip in his conversation with you that NATO was preparing to invade Libya.  This drove you to open wide the doors of the arms and ammunition stores to the tribes believing that they will be defending the country.  

Wake up, halt your actions and disappoint the schemers.  Do not be the instrument for executing their plans and punishment.  Beware you and your sons and tribe not to be recorded in history as the tools employed by the Zionists to turn Libya into an inferno in punishment for their departure from it and denial from its wealth.

 

Mohammed Ben Ghalbon

Chairman of the Libyan Constitutional Union

 


[1] http://www.libyanconstitutionalunion.net/transAAAintrvw.htm

[2] http://www.libyanconstitutionalunion.net/hyatrtcl.htm#ehyat

 

 

 
 

This telegram was published in the London daily "Al-Quds Al-Arabi" on 28 Feb 2011 (No.6753).

 

It was also posted on the Libyan Web Site "Libya Our Home"

 

 

 

 

 

 

 

Grievance (1)
 

(Translation from Arabic)

O Allah, the Throne of “Darknesses” has overwhelmed my homeland for several decades. Crowned on it is a person who dictates arbitrarily; with no specific goal or purpose except to remain in power. He has ruined the country, corrupted the people, totally devalued them; and there is nothing any human can do to change this abnormal situation.

 O Allah, when the Queen of Sheba [2]  was crowned upon the throne which ruled over all the “Darknesses”, nobody could have overcome that situation but Solomon the Son of David (Peace be upon them both). He was a Messenger Prophet, Inheritor of both the Kingdom of this world and the Viceroyalty of Allah on earth. By virtue of the unique powers You bestowed on him he was able to rule both his throne (the Throne of Light) and hers (the Throne of “Darknesses”) jointly under his crown. And that is “…the Dominion that should not be available for anybody else after him.[3]

O Allah, how can we change our bleak situation when there is not a single wise man amongst us, let alone a judicious, Messenger Prophet who possesses King Solomon’s exceptional attributes, and under whose dominion man, the jinn, the devils, the wind and the birds were obedient subjects?

O Allah, .I have no doubt that the righteous persons of Libya are capable of dealing with its share of “Darknesses” and can obliterate them with their light as they have always done. However, when all of the “Darknesses” are gathered under one crown, your granting of lord Solomon’s request made it impossible for any human to overcome the situation.

O Allah, none but Thee is capable of delivering my homeland from this evil phenomenon, as you have always came to our rescue in the past. I, therefore, O Allah call upon you from this blessed and holy place, a call of the agonised and defeated [4] to:

“Hasten his eviction before the passing of thirty nights” [5]

 

Mohamed Ben Ghalbon

5 December 2010

chairman@libyanconstitutionalunion.net


(1) I expressed this grievance to Allah (SWT) during my performing of Tawaf el-Ifaadha, Wednesday 24 November 2010, during the Hajj season of 1431 H.

(2) I may write of what I know of the similar traits between the Putschist of September and the Queen of Sheba at a latter date. 

(3) He (Solomon) said, “O my Lord, forgive me, and bestow on me a dominion that will not be available to anyone after me. Lo! Thou art the Bestower – [38:35].

(4) Defeated by the request you granted to our Lord Solomon.

(5) The latter part of the last verse of the poem, “Aqeelah concentration camp“ by the poet Rajab Bu-Hweish who was referring to his incarceration in the infamous concentration camp in the Libyan desert during the Fascist Italian occupation in which tens of thousands of civilians perished.

 

Was Posted on Libyan Web Sites: (Libya our Home)  &  (Libya Al-Mostakbal) on 5 Dec 2010

 

عودة إلى صفحة المقالات

 

عودة إلى صفحة المقالات

 

 
 

 

 

 

 

 

 
 

 

 

 

Copyright © 1999 LCU. All rights reserved.
Revised: December 04, 2013